لم يكد يبدأ العام الدراسي الجديد في عدد من جامعات الضفة الغربية المحتلة، حتى شنت الأجهزة الأمينة حملة اعتقالات واسعة استهدفت نشطاء الكتلة الإسلامية على وجه التحديد.
وخلال الأسبوعين الماضيين نفذت الأجهزة حملة اعتقالات سياسية طالت عددا من طلبة جامعة النجاح وجامعة القدس المفتوحة بنابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد استدعائهم للمقابلة.
وفيما أفرجت عن بعضهم بعد عدة أيام، ما زال البعض الآخر يقبع في مراكز التوقيف والاعتقال على ذمة جهازي المخابرات والأمن الوقائي.
وحتى كتابة التقرير، ما زالت الأجهزة الأمنية تعتقل الطلبة حسن تفاحة، وعبد الرحمن صالح، ومصعب حنايشة، وعبد الله البيتاوي، وعبادة جودة.
وأكد بعض المعتقلين أن تحقيقاً يجري معهم داخل مقرات الأجهزة الأمنية حول انتمائهم وآرائهم السياسية، في حين يجري التحقيق معهم وتمديد توقيفهم من النيابة على قضايا مختلفة.
ويربط مراقبون بين موجة الاعتقالات هذه وعودة الدوام الوجاهي في الجامعات، بعد عام ونصف من التعليم الإلكتروني بسبب جائحة كورونا.
ومع عودة التعليم الوجاهي، من المتوقع أن يُستأنف النشاط الطلابي، وتحاول الأجهزة الأمنية بهذه الاعتقالات استباق الأحداث بإرسال رسائل تهديد لنشطاء وأنصار الكتلة الإسلامية.
الطالب عبد الله البيتاوي، حفيد النائب السابق ورئيس رابطة علماء فلسطين الشيخ حامد البيتاوي، يقبع منذ السادس من سبتمبر في سجن الجنيد، ولا تعلم عائلته عنه شيئا.
وقال والده لوكالة "صفا": "لم يسمح لنا بزيارة عبد الله منذ اعتقاله، ولم نلتق به إلا بالمحكمة خلال جلسة تمديد التوقيف بعد يومين من اعتقاله".
وأضاف "استبشرنا خيرا بعودة الطلبة إلى جامعاتهم وانتظام الدوام الوجاهي، لنُفاجأ بحملة اعتقالات في صفوف الطلاب، وها قد مر أسبوعان من الفصل الأول ونخشى أن يخسر الفصل الدراسي إذا طال أمد الاعتقال".
"مرة السلطة ومرة الاحتلال"
وتندرج بعض الاعتقالات في صفوف طلبة الجامعات ضمن سياسة "الباب الدوار"، والتي يتناوب فيها الاحتلال وأجهزة الأمن على اعتقال الطلاب.
وأفرجت مخابرات السلطة مساء الثلاثاء عن الطالب بجامعة النجاح حذيفة الطويل بعد اعتقاله والتحقيق معه لعدة ساعات.
وجاء اعتقال الطويل، وهو من محافظة قلقيلية، بعد أيام قليلة من الإفراج عنه من سجون الاحتلال، إذ أمضى أربعة أشهر بالاعتقال الإداري.
وقال عضو لجنة الحريات بالضفة الغربية خليل عساف لوكالة "صفا" إن الاعتقالات في صفوف طلبة الجامعات تستهدف نشطاء الكتلة الإسلامية، وتأتي في سياق منع حركة حماس من ممارسة أي نشاط حتى لو كان طلابيا.
وأشار إلى أن حملة الاعتقالات في صفوف طلبة النجاح جاءت بعد إقامة الكتلة الإسلامية معرضا للكتاب في بداية الفصل الدراسي، ويجري التحقيق مع المعتقلين حول دورهم فيه.
وقال: "من الواضح أن هناك تعليمات من المستوى السياسي إلى المستوى الأمني بمنع الآخر، وتحديدًا حركة حماس، من ممارسة أي نشاط".
وقال إن النيابة العامة تضع نفسها في شبهة فساد عندما تكيّف للمعتقلين تهماً لا صلة لها بمجريات التحقيق.
وأضاف "بينما يجري التحقيق مع الطلاب حول نشاطهم الطلابي، توجه لهم النيابة تهماً جاهزة كإثارة النعرات الطائفية وغيرها، وباتت تستنسخ تلك التهم لجميع المعتقلين".
وتابع "هذه الاعتقالات تعطل حياة الناس وتعليمهم وتنغص عليهم، وتخرب العلاقات المجتمعية، وتعطي للاحتلال المبرر لممارسة كل الانتهاكات بحق شعبنا".